الليلة الساعة 22:00، سيلقي رئيس الاحتياطي الفيدرالي باول خطابًا في مؤتمر جاكسون هول العالمي للبنوك المركزية الذي يحظى باهتمام كبير. يُعتبر هذا الحدث لحظة هامة في الأسواق المالية، وكل كلمة من باول قد تؤثر بشكل عميق على السوق.

قد تتجه أسلوب خطاب باول في ثلاثة اتجاهات مختلفة، وقد يؤدي كل منها إلى ردود فعل سوقية مختلفة:

1. موقف متشدد: إذا أشار باول إلى تشديد السياسة النقدية، مثل زيادة أسعار الفائدة أو تقليل المعروض النقدي، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع تكلفة التمويل، مما يجعل موقف المستثمرين حذراً، وقد يشهد السوق انخفاضاً قصير الأجل. ومع ذلك، إذا اعتقد السوق أن هذه السياسة مفيدة للتنمية الصحية للاقتصاد على المدى الطويل، فقد ترتفع الأسعار بعد الانخفاض الأولي.

2. موقف متشائم: إذا أشار باول إلى أنه سيحافظ على أو يزيد من تخفيف السياسة النقدية، فقد تزداد السيولة في السوق، وقد تستمر الأسعار في الارتفاع بدفع من توقعات التيسير، واقتربت تدريجياً من النقاط العالية السابقة.

3. موقف محايد: إذا اتخذ باول موقفًا محايدًا، فقد لا يشهد السوق تقلبات حادة، وقد تتقلب الأسعار ضمن نطاق معين. بعد أن يقوم السوق بامتصاص محتوى الخطاب، قد تظهر فرصة للانتعاش الأسبوع المقبل.

ومع ذلك، فإن رد فعل السوق غالبًا ما يكون أكثر تعقيدًا مما يبدو على السطح. تلعب عوامل التوقع دورًا مهمًا في ذلك: إذا كانت السوق قد توقعت بالفعل موقف باول، فقد لا يؤدي الخطاب الفعلي إلى حدوث تقلبات كبيرة. على سبيل المثال، إذا كانت السوق تتوقع بشكل عام موقفًا متشددًا، وإذا اتخذ باول بالفعل موقفًا متشددًا، فقد لا تشهد الأسعار تغيرات ملحوظة.

بالإضافة إلى ذلك، يتمتع سوق العملات المشفرة بخصوصياته، حيث يتأثر ليس فقط بسياسات البنك المركزي، ولكن أيضًا بالتقدم التكنولوجي، والسياسات التنظيمية، ومشاعر السوق، وغيرها من العوامل. لذلك، حتى لو ألقى باول خطابًا مهمًا، فقد لا يتطور سوق العملات المشفرة بالضرورة وفقًا للاتجاه المتوقع.

يجب على المستثمرين متابعة هذه الخطبة عن كثب، ولكن في الوقت نفسه يجب عليهم أخذ عوامل أخرى تؤثر على السوق في الاعتبار، واتخاذ قرارات استثمارية عقلانية.